Tuesday, July 21, 2009

13/12/08

معارضة حزب الخضر لبناﺀ مدرسة اسلامية في بانكستاون: محاولة مفضوحة لاستقطاب اصوات العنصريين في المجتمع

واخيرا سقط القناع الرجعي الحقيقي عن وجه حزب الخضر عندما دخل بقوة الى حلبة العنصريين بالمشاركة في تشجيع معاداة الاسلام و المسلمين، حيث كان الحزب يتدثر بقناع زائف مدع بدفاعه عن قضايا العدالة الاجتماعية مجترا كلاما جميلا عن اهمية التناغم الاجتماعي ومبادئ التعددية الثقافية

ففي بيانه الصحفي بالامس و المعارض لبناﺀ مدرسة "الامانة" في بانكستاون، قدم السيد جون كاي، عضو المجلس التشريعي في الولاية عن حزب الخضر، معلومات مغلوطة عن الموضوع وذرائع غير منطقية من اجل تبرير انحياز الحزب لمعسكر العنصريين ومعادي التعددية الثقافية المعادين لبناﺀ المدرسة

ويبدو ان الهدف الاساسي للانحياز هذا جاﺀ من اجل استقطاب اصوات الاستراليين العنصريين الذين شعروا بالترمل بعد موت حزب امة واحدة العنصري وسقوط حكومة جون هاورد العنصرية. كما انه من الواضح ان حزب الخضر قد فقد بوصلته السياسية بفقدانه اجندته السياسية، وانه اصبح يلهث خلف اي صوت ممكن، حتى لو كان عنصريا

ومن المؤكد ان حزب الخضر كان يشاهد خلال السنتين الاخيرتين النمو المضطرد في اعداد العنصريين الذين اخذوا يطلوا برؤوسهم محاولين تجميع شتاتهم خلف اجندة معاداة الاسلام والمسلمين. كما ان هذا الحزب لا بد وانه لاحظ فقدان هؤلاﺀ العنصريين لقيادة سياسية توحدهم وتدافع عن اجندتهم بعد ان امتنعت القوى السياسية العنصرية تقليديا من تاييدهم وتامين غطاﺀ لهم

ونلاحظ هنا انه وفي وقت قامت الحكومة الفيديرالية الجديدة ببعض الخطوات المهمة لردع هذه القوى العنصرية، وامتناع حزب الاحرار المحافظ عن تامين غطاﺀ سياسي لاجندتهم التدميرية، فان حزب الخضر قد تبرع للتقدم بتقديم اوراق اعتماده لهؤلاﺀ بتوفير مظلة سياسية له

ويلاحظ في بيان حزب الخضر ان كاتبه قد ساق تبريرات يائسة مضللة بشكل يدعو للغثيان. فالسيد جون كاي يريد ان يلغي المدارس الخاصة الاسلامية فقط ويريد اجبار الطلاب المسلمين (دون غيرهم من اتباع الديانات الاخرى) على ارتياد مدارس حكومية. ثم يمضي السيد كاي في ادعاﺀاته الباطلة بان الطلاب المسلمون فقط هم المتسببون في الاعتداﺀ على البيئة والتسبب في اختناقات السير. اما عندما يتعلق الامر ببناﺀ مدارس يهودية او كاثوليكية، فان السيد كاي لا ينبس ببنت شفة ولا يسوق اي من هذه الادعاﺀات المهزلة

ويبدو ان حزب الخضر الذي بدا يشعر ان الناخب المسلم لم يعد مقتنعا بكل الهراﺀ الذي ساقه خلال العقد الماضي، متمثلا بانخفاض التاييد للحزب في المناطق ذات التواجد الاسلامي والعربي مؤخرا، حيث ان انتخابات الولاية العام الماضي قد شهدت انهيارا في التصويت للحزب في مناطق مثل اوبرن وبانكستاون ولاكيمبا. ولذلك فقد بدا واضحا ان الحزب قرر ان يجري لاهثا خلف اي صوت، ولو كان عنصريا

على انه من الجدير بالذكر ان تاريخ حزب الخضر في الهجوم على الجالية العربية والاسلامية ليس جديدا، الا في شكله. ففي الماضي القريب ارتكب الحزب الكثير ضد الجالية العربية والاسلامية. فقام بتنظيم ندوات ضد الاسلام والمسلمين، ثم اتبع ذلك تاييد الحزب لكثير من تشريعات اضطهاد المسلمين بما يعرف بقوانين مكافحة ما يسمى بالارهاب. والحزب منع اي مسلم او عربي من الوصول الى اي منصب مهم داخل الحزب

ولكن الحزب كان يرتكب كل ذلك في الخفاﺀ دون ان يخرج الى العلن. ولكن يبدو ان الحزب قد قرر هذه المرة ان يعلن ذلك وعلى رؤوس الاشهاد وبلا مواربة حيث بلغت الجراة اصدار بيانات صحفية واجراﺀ مقابلات على اثير وسائل الاعلام متهما الجالية باقبح التهم مطالبا بمنع انشاﺀ المدرسة الاسلامية

ويبدو ان حزب الخضر قد قرر القاﺀ كل ثقله من اجل استقطاب الناخبين العنصريين بعد اعلان وفاة حزب امة واحدة ثم رحيل حكومة هاورد العنصرية. على ان التعامل مع الاحزاب والقوى العنصرية ليس جديدا على حزب الخضر الذي عقد خلال انتخابات عام 2001 الفيديرالية صفقة مكنته من الحصول على الاصوات التفضيلية من حزب باولين هانسون "امة واحدة" المغرق في العنصرية والذي قاطعته كل الاحزاب السياسية، ماعدا الخضر. وفي الحقيقة فان سيناتورة حزب الخضر، كيري نيتل، قد فازت باصوات عنصريي امة واحدة الهانسوني بعد عقد صفقة معهم في تلك الانتخابات. كما ان حزب الخضر كان قد عقد صفقات متتالية مع حزب الاحرار اليميني بقيادة جون هاورد خلال انتخابات ولاية فيكتوريا عام 2006 وحاول القيام بنفس الصفقات في انتخابات ولاية نيو ساوث ويلز عام 2007، ولكن حزب الاحرار اليميني رفض هذه الصفقات بسبب مواقف حزب الخضر المشينة في تسهيل حصول الاحداث والمدمنين على المخدرات

ونلاحظ في بيان السيد كاي انه قد ذهب الى ابعد الحدود في محاولة ارضاﺀ اليمين العنصري المتطرف بان طالب وزيرة التعليم بانتهاك استقلالية القضاﺀ واصدار قانون يلغي حكم محكمة البيئة والاراضي لمنع اقامة هذه المدرسة، لانها اسلامية فقط. ونلاحظ هنا الانتهازية في المواقف المتمثلة في الازداوجية في المواقف، حيث ان الحزب قد ادان تدخل رئيس حكومة الولاية السابق بوب كار لالغاﺀ حكم نفس المحكمة في قضية منع انشاﺀ مكب للنفايات في منطقة كلايد. وساعتها اعتبر حزب الخضر ان هذا التدخل قد تسبب في "اغتيال الديمقراطية" بالتدخل في استقلالية القضاﺀ. ان هذه الازدواجية المرعبة في المواقف هي اكبر برهان على انتهازية هذا الحزب

لقد فرحنا على الاقل بان حزب الخضر قد قرر ان يزيح النقاب عن وجهه الحقيقي ولونه المميز. ولكن في الانتخابات القادمة على هذا الحزب ان يتوقع ان لا يحصل على الكثير من اصوات ابناﺀ الجالية الذين لن ينسوا من طعنهم في الظهر. كما اننا ندعوا حزب الخضر ان يركز على استقطاب اصوات الفئات التي يمثل اجندتهم، ونقصد هنا مجموعات العنصريين الغارقين في الرجعية

وان غدا لناظره قريب

No comments:

Post a Comment